English

شادي عبدالسلام.. الفرعون الذي صنع المومياء وأصابته لعنة أخناتون
اخبار النجوم Wed, Nov 15, 2023
واحد من أبرز المخرجين في تاريخ السينما المصرية. عشق الحضارة الفرعونية وتأثر بها، وارتبط اسمه بالعديد من الأعمال التي تناولت الحضارة المصرية القديمة حتى لقب بـ “فرعون السينما” و”الفرعون الأخير”.
واستطاع بفيلمه الروائي الوحيد “المومياء” أن يصل للعالمية حيث كان أول فيلم مصري يعرض في كل دول العالم. فتم اختياره من رابطة النقاد الدولية في فيينا ضمن أهم 100 مخرج عالمي. وبمناسبة ذكرى وفاته الـ 35 نعرض لكم أبرز المحطات في حياة السينمائي العبقري شادي عبدالسلام.
ميلاده ونشأته

ولد شادي محمد محمود عبدالسلام الصباح يوم 15 مارس 1930، في مدينة المنيا، وسط أسرة مكونة من أخين وأخت واحدة، وكان والده مستشارًا من كبار رجال القانون. ونشأ متأثرًا بالتاريخ المصري القديم والآثار الفرعونية التي شكلت مرجعية تاريخية له في معظم أعماله.
تخرج من مدرسة “فيكتوريا كوليدج” بالإسكندرية عام 1948، ثم سافر إلى إنجلترا لدراسة فنون المسرح في 1949. كما التحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتخرج منها مهندسًا معماريًا بدرجة امتياز عام 1955. وبعد التخرج عمل أستاذًا بمعهد السينما قسم ملابس وديكور في الفترة بين 1963 و1969. كما عمل مديرًا لمركز الأفلام التسجيلية بوزارة الثقافة عام 1970.
مشواره الفني

رغم حصوله على درجة الامتياز، لم يرغب شادي عبدالسلام في العمل كمهندس معماري، واختار العمل السينما. وجاءت البداية عام 1957 عندما طلب من المخرج صلاح أبو سيف العمل معه. وبدأ مشواره الفني مع فيلم “الفتوة” حيث كان يقوم بتسجيل الوقت الذي يستغرقه تصوير المشاهد.
بعد ذلك استمر في العمل مع صلاح أبو سيف كمهندس ديكور في أفلام “الوسادة الخالية، الطريق المسدود، أنا حرة”. وعمل أيضًا مع أشهر المخرجين وقتها أمثال هنري بركات وحلمي حليم.
وصمم الديكور والملابس الخاصة لعدد كبير من الأفلام التي غلب عليها الطابع التاريخي ومنها “وا إسلاماه، كليوباترا، عنتر بن شداد، ألمظ وعبده الحامولي، الخطايا، شفيقة القبطية، رابعة العدوية، بين القصرين، أميرة العرب، أمير الدهاء، أضواء المدينة، الناصر صلاح الدين”.
إلى جانب تصميم الديكور، عمل شادي عبدالسلام مساعدًا للإخراج في عدة أفلام كان أغلبها لمخرجين أجانب، حيث شارك في الفيلم البولندي “الفرعون” من إخراج كافليرو فيتش، و فيلم ” وإسلاماه ” إخراج أندرو مارتون، والفيلم الإيطالي “الحضارة” للمخرج روبرتوروسللين، والفيلم الأمريكي “كليوباترا” للمخرج جوزيف مانكوفيتش.
وبعد توليه منصب مدير مركز الأفلام التسجيلية بوزارة الثقافة قام شادي عبدالسلام بإخراج بعض الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة منها: “شكاوى الفلاح الفصيح” عام 1970، و”آفاق” عام 1972، و”جيوش الشمس” عام 1974، و”كرسي توت عنخ آمون” عام 1982، و”الأهرام وما قبله” عام 1984، و”رمسيس الثاني” عام 1986.
نجاح كبير لفيلم المومياء

في عام 1976 قام شادي عبدالسلام بكتابة فيلم “المومياء” الذي يتناول قضية سرقة الآثار المصرية. واستوحى فكرته من اكتشاف خبيئة الدير البحري التي ضمت مومياوات أعظم ملوك وفراعنة مصر. إلا أن الفيلم لم يخرج للنور إلا عام 1975 محققًا نجاحًا كبيرًا.
وحصد 16 جائزة عالمية منها جائزة “جورج سادول” في باريس. كما احتفلت به مهرجانات عالمية منها مهرجان كان السينمائي. وتم اختياره في الترتيب الثالث بقائمة أفضل 100 فيلم مصري.
كما اختارته المؤسسة العالمية للسينما التي أسسها المخرج الأمريكي الكبير مارتن سكورسيزي، كواحد من أهم الأفلام في تاريخ السينما العالمية، وقامت بترميم النسخة الأصلية للفيلم بعدما أوشكت على التلف.
لعنة فرعونية وفيلم لم يكتمل

في عام 1983 كان شادي عبدالسلام يقرأ عن تل العمارنة فجاءته فكرة فيلم “أخناتون”، الذي كان من المفترض أن يتناول قصة الملك الفرعوني ليس فقط خلال فترة حكمه، ولكن أيضًا من منظور العهد السابق عليه والعهد التالى له.
واختار المخرج لبطولة الفيلم الفنان محمد صبحي والفنانة نادية لطفي، وبدأ في تنفيذ واحد من أهم أحلامه ومشاريعه على الإطلاق، والذي استغرق سنوات عديده لتحضيره، بسبب توقفه عده مرات لأسباب مختلفة منها إعادة كتابة سيناريو الفيلم عشرات المرات قبل الاستقرار على النسخة النهائية.
وكذلك بسبب الميزانية الضخمة التي تطلبها إنتاج الفيلم والتي بلغت نصف مليون جنيه ، وهو مبلغ هائل في فترة السبعينيات. حاول شادي عبدالسلام تجميعه من مصر وفرنسا، ولكنه توفى وقتها ولم يخرج الفيلم إلى النور. مما جعل البعض يتحدثون عن لعنة الفراعنة التي أصابت الفيلم وتسببت في إيقافه.
إصابته بالسرطان ووفاته

أصيب شادي عبدالسلام بمرض سرطان العظام، وسافر إلى سويسرا في رحلة علاجية لمدة شهرين، أجرى خلالها العديد من العمليات الجراحية، قبل أن يرحل عن عالمنا يوم 8 أكتوبر عام 1986، عن عمر ناهز الـ 56 عامًا.
متحف شادي عبدالسلام

أقامت مكتبة الإسكندرية متحف لمقتنيات شادي عبدالسلام، تم افتتاحه في 15 مارس عام 2005، احتفالًا باليوبيل الماسي له.
ويحتوي المتحف على بعض مقتنياته الشخصية وأثاث مكتبه ومكتبته الخاصة، وكذلك مجموعة من اللوحات الخاصة بتصميمات الديكور والملابس لأعماله السينمائية، وعدد من اللقطات السينمائية المأخوذة من الأفلام التي شارك فيها أو أخرجها، بالإضافة إلى الميداليات والجوائز والشهادات التي حصل عليها خلال حياته وبعد وفاته.
وملحق بالمتحف قاعة “آفاق” التي يعرض فيها بشكل يومي الأفلام التي أخرجها، والأفلام التي شارك فيها كمصمم للملابس والديكور، كما تعرض بعض الأحاديث التليفزيونية التي أجراها، وبعض الأفلام والبرامج التي تناولت حياته وأعماله.
اقرأ أيضًا: