logo

English

هنري بركات.. رحلة نضال «شيخ المخرجين» في عالم الفن

هنري بركات.. رحلة نضال «شيخ المخرجين» في عالم الفن

اخبار النجوم Sun, Oct 1, 2023

هنري بركات، أحد أساطير السينما المصرية، ومن كبار المخرجين في مصر، ومن أكثر مخرجي الأفلام السينمائية، حيث أخرج إجمالي 112 فيلما طوال مسيرته الفنية التي امتدت 55 عاما، لذلك أطلق عليه لقب «شيخ المخرجين».

 

وأغنى مكتبة الأفلام بعدد كبير من الأفلام التي أصبحت من أهم كلاسيكيات السينما المصرية، واختير بعضها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

 

هنري بركات.. رحلة نضال «شيخ المخرجين» في عالم الفن

 

استطاع أن يكون علامة مميزة في عالم السينما من حيث الكم والنوع، إذ لم يؤثر إنتاجه الكبير على الجودة الفنية للأفلام. ويعتبر أستاذًا في الإخراج السينمائي الرومانسي، كما اهتم بإبراز الواقعية في السينما المصرية، إذ تسلط أفلامه الضوء على مختلف الطبقات الاجتماعية.

 

ولذلك تركت أعماله بصمة كبيرة في نفوس الجماهير وبقيت في ذاكرتهم حتى بعد سنوات من تقاعده ووفاته. إنه المخرج الكبير هنري بركات، الذي يصادف يوم 23 فبراير ذكرى وفاته. وفي السطور التالية نستعرض معكم رحلة كفاحه في عالم الفن والإخراج:

 

ولادته ونشأته

 

ولد هنري انطون بركات في 11 يونيو 1914 في حي شبرا بالقاهرة، لأم مصرية وأب تعود أصوله إلى بلاد الشام. منذ صغره، كان يحب الذهاب إلى دور السينما والمسارح، وكذلك قراءة الروايات الكلاسيكية.

 

تخرج من مدرسة الفار الثانوية ثم حصل على ليسانس الحقوق من جامعة الملك فاروق الأول، التي أصبحت فيما بعد جامعة القاهرة. ثم سافر إلى فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي. دخل الاستوديوهات وتعرف على أهم العاملين في مجال السينما.

 

كما شاهد عددا كبيرا من الأفلام، لدراسة أساليب إخراجها. وكان يحرص على قراءة آراء النقاد في المجلات المتخصصة في السينما. عاد إلى مصر عام 1935 ليبدأ رحلته الفنية الطويلة.

 

الأعمال المبكرة

 

بدأ هنري بركات حياته الفنية كمساعد محرر ومساعد مخرج، واكتشفته المنتجة آسيا داغر عام 1942 عندما كانت تبحث عن مخرج ليخرج لها فيلم "الشارد" بعد أن تركها المخرج أحمد جلال وشكل شركة الإنتاج الخاصة به.

 

هنري بركات.. رحلة نضال «شيخ المخرجين» في عالم الفن

 

ليبدأ هنري بركات مشواره الفني الطويل، قدم أنواعًا مختلفة من الأفلام تنوعت بين الكوميدية، والتراجيدية، والرومانسية، والاجتماعية، والغنائية. منذ بداية مشواره الفني اهتم هنري بركات بفن المونتاج الذي تدرب عليه في فرنسا، مما انعكس إيجابا على عمله كمخرج.

 

مسيرته السينمائية

 

امتدت مسيرة المخرج هنري بركات الفنية لأكثر من نصف قرن، قدم خلالها 112 فيلما، يعتبر الكثير منها من كلاسيكيات السينما المصرية، مثل:

 

“حسن ونعيمة، في بيتنا رجل أمير، الدهاء، أيام وليالي، من القلب إلى القلب، ساعة إلى قلبك، ليلة الزفاف، غلطة أب، القلب له واحد ، امرأة بلا قيد، شعبان تحت الصفر.

 

وشكل هنري بركات ثنائيا ناجحا مع الفنانة فاتن حمامة، والذي مثل في 18 فيلما أخرجها، والتي تعتبر من أهم وأنجح الأفلام في السينما المصرية، نذكر منها:

 

دعاء الكروان، الباب المفتوح، ليلة القبض على فاطمة، أفواه وأرانب، لحن الخلود، موعد حب، ولا عزاء للنساء، ارحم دموعي، الحرام، الخيط الرفيع. كما قدم مع فريد الأطرش 10 أفلام أهمها: "عفريتة هانم ، الحب الكبير، حبيب العمر، رسالة غرام، وشاطئ الغرام".

 

اقرأ أيضًا: شويكار.. تعرف على أبرز المحطات في حياة سيدة الفن الجميلة

 

قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية

 

وتضمنت قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية 4 أفلام للمخرج هنري بركات، تلك الأفلام هي:

 

هنري بركات.. رحلة نضال «شيخ المخرجين» في عالم الفن

 

فيلم “الحرام” إنتاج عام 1965، ويشارك في بطولته فاتن حمامة، وزكي رستم، وعبد الله غيث. وهي قصة يوسف إدريس وسيناريو وحوار سعد الدين وهبة. ويحتل المرتبة رقم 5 في القائمة.

 

فيلم “دعاء الكروان” إنتاج عام 1958، وشارك في بطولته فاتن حمامة، وأحمد مظهر، وأمينة رزق، وزهرة العلا. وهي قصة طه حسين وسيناريو وحوار هنري بركات ويوسف جوهر. وهو في المرتبة رقم 14.

 

فيلم “في بيتنا رجل” إنتاج عام 1961، ويشارك في بطولته عمر الشريف، ورشدي أباظة، زبيدة ثروت، وزهرة العلا. وهو من تأليف إحسان عبد القدوس ويوسف عيسى. وهو في المرتبة رقم 23.

 

فيلم “أمير الإنتقام” تم إنتاجه عام 1950، ويشارك في بطولته أنور وجدي، وسامية جمال، مديحة يسري، وحسين رياض، ومحمود المليجي، وفريد شوقي. وهو قصة طه حسين وسيناريو وحوار هنري بركات. وهو في المرتبة رقم 61.

 

إنتاج سينمائي

 

وبعد وفاة والده استثمر هنري بركات نصيبه من الميراث في الإنتاج السينمائي، وأسس شركة “أفلام بركات إخوان” بالشراكة مع شقيقه عبد الله الذي تولى إدارة الإنتاج السينمائي حتى وفاته عام 1978. وأنتجت الشركة العديد من الأفلام منها:

 

“عنتر أفندي ، أمير الدهاء، الحب الكبير، الباب المفتوح، المرأة هي المرأة، أيها الحبيب الأعز،إمسك حرامي ، وحياتي أنت. كما أنتجت الشركة بعض الأفلام بالشراكة مع شركة «أفلام محمد عبد الوهاب»، منها: «موعد مع المجهول، اغراء، بنات اليوم، حسن ونعيمة».

 

الجوائز والتكريمات

 

خلال مسيرته الفنية الطويلة، تم تكريم هنري بركات في العديد من المناسبات، وحصل على العديد من الجوائز الفنية القيمة، منها:

جائزة أفضل فيلم من مهرجان جاكرتا السينمائي عام 1964 عن فيلم «الباب المفتوح».

جائزة الذكور الخاصة من مهرجان فالنسيا السينمائي الدولي عام 1984 عن فيلم "ليلة القبض على فاطمة".

- جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1995.

وسام مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1991. ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1994.

 

كما حصل هنري بركات على العديد من الترشيحات المهمة خلال مسيرته، إذ ترشح لجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 1959 بفيلمين “حسن ونعيمة” و”دعاء الكروان”. تم ترشيحه لجائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي عام 1965 عن فيلم “الحرام”.

 

بالإضافة إلى تكريمه في العديد من المهرجانات، مثل مهرجان باريس عام 1984، ومهرجان فالنسيا عام 1985، ومهرجان الإسكندرية عام 1991، ومهرجان لوس أنجلوس تي في أمريكا عام 1989، ومهرجان مونبلييه عام 1992، ومهرجان القاهرة عام 1994.

 

اعتزال الفن

 

وفي السنوات الأخيرة قبل اعتزاله الفن، قدم هنري بركات مجموعة من الأفلام التي انحدرت إلى مستوى السينما التجارية المتدنية الجودة، والتي صنفت على أنها أقل جودة من أعماله السابقة.

 

أخرج أفلام «العسكري الشبراوي» و«حسن بيه الغلبانر» عام 1982، و«نوارة والوحش» عام 1987. ودافع هنري بركات عن هذه الأفلام باعتبارها الاتجاه السائد للسينما في هذا الوقت، ورغم أنه وكان قدم بعض التنازلات في أفلامه، ولم ينحدر إلى التواضع، مؤكدا أنه لا يخجل منها.

 

في عام 1993، أعلن هنري بركات اعتزاله الإخراج السينمائي، وكان آخر أعماله فيلم “تحقيق مع مواطنة”.

 

زواجه وأولاده

 

تزوج هنري بركات من سيدة من خارج الوسط الفني تدعى روزيت دهان، وهي مصرية من أصل شامي، من مواليد الإسكندرية. وعاش الثنائي حياة هادئة وقصة حب طويلة استمرت 50 عاما، أنجبا خلالها ابنتان "راندا" و"جيهان".

 

وفاته

 

رحل المخرج الكبير هنري بركات في 23 فبراير 1997 عن عمر يناهز 83 عاما، تاركا وراءه إرثا طويلا من الأعمال الفنية القيمة التي لا تنسى.