
يحتفل العالم كل عام في يوم الأحد الثالث من شهر يونيو بـ”يوم الأب العالمي”، تقديرًا لدور الأب الذي يرمز دائمًا للقوة والسند في عائلته. ونلاحظ أنه توجد أعمال فنية تتحدث عن الأب في السينما المصرية، إلا أنها قليلة جدًا بالمقارنة بالأعمال التي تحدثت عن الأم.
وقد أثار هذا الأمر تساؤل العديد من المشاهدين والنقاد أيضًا، فلماذا يغيب الاحتفاء بالأب عن مجتمعنا الشرقي على عكس المجتمعات الغربية؟، وأرجع بعضهم السبب لكون دور الأم هو الأقوى في العائلة المصرية والمجتمع الشرقي بشكل عام، فهي من تقوم بتربية الأبناء والإشراف على تعليمهم والاهتمام بصحتهم واحتياجاتهم اليومية، بجانب إدارة المنزل ومختلف شؤون الأسرة، بينما يقتصر دور الأب في أغلب الأحيان على العمل وتوفير المال. على عكس المجتمعات الغربية التي يتشارك فيها الأب بالتساوي مع الأم في تربية الأبناء والاهتمام بهم.
ولكن هذا لا يمنع وجود العديد من الأفلام السينمائية التي تحدثت عن دور الأب في حياة الأسرة المصرية وتأثيره في حياة أبنائه سواء بالسلب أو الإيجاب. واحتفالًا بهذا اليوم نتذكر معًا عددًا من الفنانين الذين قدموا دور الأب في السينما المصرية، في أفلام رسخت في أذهان الجمهور لسنوات طويلة.
حسين رياض

أطل حسين رياض بشخصية الأب الطيب الحنون في فيلم “السبع بنات”، حيث قدم دور أب مكافح في عمله، ولديه 7 بنات يتولى مسؤوليتهن بعد وفاة زوجته، وتواجه كل واحدة منهن العديد من المشكلات، حتى ينجحوا في النهاية في تجاوزها سويًا.
كما قدم حسين رياض دور الأب أيضًا في فيلم “رد قلبي”، حيث جسد دور الأب الفقير الذي يسعى على رزقه ولا يقبل أن تهان كرامته أو كرامة أبنائه. وكذلك في فيلم “بابا أمين” الذي يحكي قصة رب أسرة يرغب في الثراء السريع لتأمين مستقبل أبنائه، فيعطي لصديقه كل مدخراته ليكونا شركاء في مشروع تجاري.
زكي رستم
قدم زكي رستم دور الأب في فيلم “أنا وبناتي”، والذي تدور قصته حول أرمل يعيش مع بناته الأربعة، لكنه يضيق عليهن فيمنع عنهن الاختلاط أو العمل، وعندما يخرج الأب على المعاش، يستولي أحد النصابين على مكافأته. ويدخل الأب للمستشفي، وتضطر البنات للنزول إلى العمل لمساعدة والدهن ومواجهة ظروف الحياة.
كذلك قدم زكي رستم دور الأب في فيلم “أولادي”، حيث جسد دور زوج تموت زوجته تاركه ثلاثة أبناء، فتقوم الخادمة في نصب شباكها عليه حتى يتزوجها، لكنها تخونه وتقسو على أبنائه لتبدأ المشاكل معهم.
يوسف وهبي

على الرغم من تألق يوسف وهبي في تقديم الشخصيات الجادة، إلا أنه قدم دور الأب خفيف الظل بطريقة كوميدية في فيلم “إشاعة حب” فهو الزوج المغلوب على أمره أمام زوجته لكنه يتخذ موقف حاسم لتحديد مصير ابنته، فيرسم خطة ماكرة بهدف تزويجها من ابن شقيقه. كما قدم شخصية الأب بطريقة ميزته عن غيره من الفنانين من خلال عدد من الأعمال، منها “البحث عن فضيحة” و”الحب الكبير” و”دلع البنات”.
عبد المنعم مدبولي
برع عبد المنعم مدبولي في تقديم شخصية الأب الحنون الطيب الذي يعطي كل وقته لبيته وأبناءه في فيلم “الحفيد”، الذي يحكي قصة أسرة لديها 7 أبناء، ويناقش الفيلم الصعوبات التي يلاقيها الأب والأم في تحمل مسؤولية أولادهم. كذلك جسد دور الأب المحافظ الذي يخشى على ابنته من الشباب، فيكلف ابن أحد أصدقائه بمراقبتها عند ذهابها في رحلة مع صديقاتها في فيلم “شاطئ المرح”.
كما قدم شخصية الأب المتشدد والمتحفظ على بناته الثلاثة ضمن أحداث فيلم “في الصيف لازم نحب”، حيث يذهب معهن للتصييف في مدينة الإسكندرية، ومع ذلك يحرم عليهن نزول البحر ويجبرهن على ارتداء الملابس المحتشمة، فتقوم الفتيات بخداعه بعد استغراقه في النوم، ويخرجن من غرفتهن بملابس مثيرة لمقابلة بعض الشباب.
عماد حمدي

قدم عماد حمدي دور الأب القوي المتسلط في فيلم “الخطايا”، والذي تبدأ قصته بشقيقين يفرق والدهما بينهما في المعاملة، حتى يفاجئ أحدهما بأنه ليس ابنه الحقيقي بل هو لقيط قام بتبنيه من الملجأ. كما قدم دور الأب أيضًا في واحد من أشهر الأفلام في تاريخ السينما المصرية وهو فيلم “أبي فوق الشجرة”، حيث أدى دور الأب الذي يحاول إنقاذ ابنه من الضياع في عالم الملاهي الليلية ومرافقة الراقصات، فيسقط مثله في نفس المستنقع، ولكن ينجح الابن في النهاية في إنقاذ والده من براثن إحدى فتيات الليل، ويتركان الملهى الليلي ويعودان معًا للمنزل.
فريد شوقي
تألق فريد شوقي في أداء شخصية الأب، حيث قدمها في عدد كبير من الأعمال الفنية، منها فيلم “يارب ولد” الذي أدى فيه دور الأب لثلاث فتيات يتزوجن ويعشن مع أزواجهن عالة على الأب في نفس المنزل، ويتمنى الأب إنجاب ولد ليرث أعماله. وهو أيضًا الأب الذي يتفاجئ باتهام ابنته في قضية قتل، ثم يكشتف أن القاتل الحقيقي هي شقيقتها التوأم التي ظن أنها ماتت بينما هي تعيش مع عصابة وتمتهن السرقة، وذلك ضمن أحداث فيلم “آه وآه من شربات”.
أما في فيلم “رجل فقد عقله” فقدم فريد شوقي دور أب يصرف كل أمواله على علاقاته النسائية المتعددة، والتي يبررها بأن زوجته كبرت في السن وأصبحت تهمله وتهمل نفسها وتهتم فقط بمنزلها وأولادها، فيسعى أبناءه بكافة الطرق لإنقاذ الأسرة من الانهيار.
يحيى شاهين

جسد يحيى شاهين واحد من أشهر الأدوار في تاريخ السينما المصرية، وهي شخصية “سي السيد”، من خلال ثلاثية أفلام “بين القصرين” و”قصر الشوق” و”السكرية”، حيث ظهر في دور رب الأسرة القاسي الذي يتعامل بصرامة شديدة مع أفراد عائلته. كذلك قدم دور الأب في عدد من الأفلام منها “شيء من الخوف” و”هذا الرجل أحبه”.
سليمان نجيب
جسد سليمان نجيب في أغلب أدواره شخصية الأب الحنون الذي لا يقف أمام رغبات أبنائه، ففي فيلم “ورد الغرام” هو الأب الذي رفضت ابنته الزواج من أحد الأثرياء فقام بإصدار إشاعات عن سوء سلوكها، مما دفع والدها لرفع قضية رد شرف لإنقاذ سمعة ابنته. كما قدم دور الأب الارستقراطي الغني في عدة أفلام مثل “غزل البنات” و”الآنسة ماما” و”القلب له واحد” و”لست ملاكًا”.
عادل إمام

قدم عادل إمام شخصية الأب الغيور من خلال فيلم “عريس من جهة أمنية”، حيث تناول قضية هامة وهي تعلق الأب الشديد بابنته الوحيدة، خاصة بعد وفاة زوجته، مما أثر على قرار زواجها، فأخذ يرفض كل من تقدم لخطبتها خوفًا من أن يأخذها رجل آخر منه، حتى وضعته ابنته أمام الأمر الواقع وتزوجت الشخص الذي أحبته.
كذلك قدم دورالأب الذي توفت زوجته وتركت له أربعة أبناء، والذي يعاملهم كأنه صديق لهم وليس والدهم، من خلال فيلم “التجربة الدنماركية”، إلا أنه يعيد النظر في طريقة تعامله معهم خاصة بعدما يضطر لاستضافة فتاة جميلة في منزله، والتي يقع الجميع في حبها، بينما تفضل هي الارتباط بالأب، مما يضعه في مواجهة مع أبنائه، ويضطر للاختيار بينهم وبين الفتاة.
حسن حسني
يعتبر حسن حسني من أشهر الفنانين الذين قدموا دور الأب للبطل أو البطلة في العديد من الأعمال الفنية. حيث يقدم عادة دور الأب خفيف الظل الذي يرتبط بعلاقة صداقة مع أبنائه أكثر من كونها علاقة أب بابنه أو ابنته. فهو الأب الذي ينجح في إنقاذ زواج ابنته من الانهيار في فيلم “مراتي وزوجتي” والأب المطحون في “ميدو مشاكل” و”زكي شان”، والأب البخيل في “جعلوني مجرمًا” والأب المستهتر في “البيه رومانسي”.
كما قدم نفس الشخصية بتفاصيل مختلفة في العديد من الأفلام أبرزها “يا أنا يا خالتي” و”حمادة يلعب” و”عبود على الحدود” و”كلم ماما” و”حبيبي نائمًا” و”عيال حبيبة” و”غش الزوجية”، وغيرها من الأدور الكوميدية الممتعة.