
واحدة من أجمل الوجوه التي مرت في السينما المصرية، وتركت بصمة واضحة بمشوارها الفني المتميز. الفنانة الكبيرة ليلى فوزي، التي منحها الله جمالًا فاتنًا، بالإضافة لموهبة التمثيل التي صنعت منها نجمة ناجحة، ظلت تتربع على عرش السينما لعقود طويلة. لُقبت بـ “جميلة الجميلات” و”الأميرية فيرجينيا” نسبةً إلى الدور الذي قدمته في فيلم “الناصر صلاح الدين”. خاصة وأنها ظلت محتفظة بجمالها حتى مع تقدمها في العمر وتقديمها أدوار الأمومة. فلم يخفُت جمالها ولا شهرتها لحظة واحدة منذ انطلاقتها الفنية الأولى وحتى وفاتها التي تحل ذكراها يوم 12 يناير. وفي هذا المقال نقدم لكم قصة حياة الفنانة الجميلة ليلى فوزي.
ميلادها ونشأتها

وُلدت ليلى محمد فوزي إبراهيم يوم 20 أكتوبر من عام 1918، في تركيا. لأب مصري وأم تركية تعود أصولها إلى قيصر لي باشا، أحد قادة الجيش التركي. وكان ترتيبها الثالثة بين أربعة أبناء. وبسبب جمالها الباهر تم انتخابها ملكة جمال عندما كانت في العاشرة من عمرها. ومنحتها مجلة أمريكية لقب أجمل حسناوات عصرها. إلا أن جمالها كان السبب في حرمانها من التعليم بعد الشهادة الابتدائية، حيث قام والدها بإخراجها من المدرسة ومكثت في المنزل منعًا لمعاكسات الشباب المتلاحقة لها. وخلال مكوثها في المنزل ظهرت عندها هواية التمثيل، فكانت تقف أمام المرآة وتُقلد الفنانين، حتى أن والدتها ظنت أنها فقدت عقلها وأخذتها إلى الطبيب الذي أكد لها أنها سليم وليست مجنونة، وأنها فقط تحب التمثيل.
بدايتها الفنية

جاءت البداية الفنية لـ ليلى فوزي عن طريق الصدفة، عندما رآها الريجيسير والمؤلف قاسم وجدي في الشارع، فاتبعها حتى وصل لمنزلها وطلب مقابلة والدها واقترح عليه تقديم ابنته في السينما. ليوافق الأب بعد إلحاح من زوجته وابنته، لتشارك في فيلمها الأول “مصنع الزوجات” أمام كوكا ومحمود ذو الفقار. وكانت تبلغ من العمر وقتها 14 عامًا. وفشل الفيلم تجاريًا بعد عرضه عام 1941، لأنه كان يمثل ثورة اجتماعية على نظام التعليم. وجاءت الخطوة الهامة في مشوارها الفني في العام التالي، عندما اختارها المخرج محمد كريم لتشارك في بطولة فيلم “ممنوع الحب” أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي شاركت معه في فيلمين آخرين هما: “رصاصة في القلب” عام 1944 و”لست ملاكا” عام 1946.
مشوارها الفني

بعد أفلامها مع عبد الوهاب، انهالت العروض على ليلى فوزي للمشاركة في أعمال عديدة. ووقع معها المخرج والمنتج توجو مزراحي عقوداً لـ 3 أفلام، هي “علي بابا والأربعين حرامي” الذي يعد أول دور بطولة لها، بالاشتراك مع علي الكسار وإسماعيل يس ومحمد عبد المطلب ورياض القصبجي. وفيلم “نور الدين والبحارة الثلاثة” أمام علي الكسار وإسماعيل يس ومحمود المليجي ومحمود شكوكو. وفيلم “تحيا الستات” أمام أنور وجدي ومحسن سرحان وميمي شكيب ومديحة يسري. لتنطلق بعد ذلك إلى عالم الشهرة والنجومية حيث امتد مشوارها الفني لما يقرب من 60 عامًا، قدمت خلالها حوالي 85 فيلماً سينمائيًا نذكر منها: “البؤساء، سفير جهنم، ليلى بنت الشاطيء، الناصر صلاح الدين، ألف ليلة وليلة، فارس بني حمدان، المراهقة الصغيرة، دلال المصرية، سلطانة الطرب، إسكندرية ليه”. وكان آخر أفلامها السينمائية فيلم “فارس ظهر الخيل” مع المخرج عاطف سالم، عام 2001.
أما عن الدراما التلفزيونية، فقدمت 40 مسلسلًا تليفزيونيًا من أهمها: “الحرملك، علي الزيبق، ألف ليلة وليلة، بوابة الحلواني، هوانم جاردن سيتي، سنوات الحب والشقاء، دمي ودموعي وابتسامتي، من الذي لا يحب فاطمة”. وكان آخر أعمالها التليفزيونية هو مسلسل “فريسكا” مع المخرج مجدي أحمد علي، عام 2004.
قائمة أفضل 100 فيلم

تم اختيار 4 أفلام من أعمال ليلى فوزي لتُشارك ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب اختيار النقاد، وتلك الأفلام هي:
• فيلم “الناصر صلاح الدين” بالاشتراك مع أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار ونادية لطفي، ومن إخراج يوسف شاهين. ويحتل المركز رقم 11 في القائمة.
• فيلم “اسكندرية ليه؟” بالاشتراك مع أحمد زكي وفريد شوقي ومحمود المليجي ومحسن محي الدين وعبد الله محمود ونجلاء فتحي، ومن إخراج يوسف شاهين. ويحتل المركز رقم 32.
• فيلم “رصاصة في القلب” بالاشتراك مع محمد عبد الوهاب وراقية إبراهيم وسراج منير وغلي الكسار، ومن إخراج محمد كريم. ويحتل المركز رقم 65.
• فيلم “الجبل” بالاشتراك مع صلاح قابيل وسميرة أحمد وماجدة الخطيب وزوزو ماضي وعبد الوارث عسر، ومن إخراج صبحي عبد العزيز. ويحتل المركز رقم 94.
جوائز وتكريمات

نالت ليلى فوزي خلال مشوارها الفني العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة عن دورها في فيلم “ضربة شمس” من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 1980. وحصلت على تكريم عام 2003 من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في دورته الـ 19. كما حصلت على تكريم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 28 وذلك في عام 2004.
زواجها

تزوجت ليلى فوزي 3 مرات، كانت الزيجة الأولى من الفنان عزيز عثمان الذي كان صديقًا لوالدها ويكبرها بـ 30 عامًا، وأصرت ليلى على الزواج منه هربًا من قسوة والدها، خاصة بعد رفضه زواجها من أنور وجدي الذي جمعتها به قصة حب قوية. واستمر زواجهما 5 أعوام عانت خلالها من نفس القسوة مع زوجها، فأصرت على الطلاق. بعد طلاقها عادت ليلى إلى حبها الأول، لتأتي الزيجة الثانية عام 1954 من الفنان أنور وجدي. لكن زواجها لم يستمر سوى أشهر قليلة، حيث أُصيب بمرض خطير، وسافر الزوجان إلى الخارج في رحلة علاج. ليرحل أنور عن عالمنا، وتعتزل ليلى التمثيل لمدة ثلاث سنوات بعد وفاته لحزنها الشديد عليه. أما الزيجة الثالثة والأخيرة فكانت عام 1960 من الإذاعي جلال معوض واستمر زواجهما حتى وفاته عام 1997، ولم تتزوج بعده مرة أخرى. كما لم تنجب من زيجاتها الثلاث أي أبناء.
حوادث مأساوية

مرت ليلى فوزي خلال حياتها ببعض المواقف الدرامية والحوادث التي يصفها البعض بالمأساوية. وفضلًا عن وفاته حبها الأول وزوجها الفنان أنور وجدي بعد أشهر قليلة من الزواج. قيل إنها كانت السبب في وفاة زوجها الأول عزيز عثمان، بعدما أصرت على الطلاق منه، ورغم رفضه للطلاق إلا أنه وافق بعد ضغط من أصدقائهما المقربين، ليتوفى بعد الطلاق بعدة أيام. كما كانت السبب في طلاق شقيقتها التي كانت متزوجة من أحد رجال الأعمال الأثرياء، والذي كان يرفض عمل شقيقة زوجته في السينما، ويعتبره عارًا على الأسرة، وحاول الضغط على والدها حتى يرفض دخولها الفن. وفي أحد الأيام، حاول الريجيسير قاسم وجدي إقناع الزوج المتشدد للعدول عن موقفه، وهو الأمر الذي اعتبره الزوج إهانة له، فطرده من المنزل. ومن شدة انفعاله قام بتطليق زوجته ثم لم يحتمل الصدمة، فسقط مصابًا بالشلل وتوفى.
وفاتها

رحلت جميلة الجميلات، ليلى فوزي، عن عالمنا يوم 12 يناير من عام 2005، عن عمر يجاوز 86 عامًا. وذلك بعد صراع مع المرض، في مستشفى دار الفؤاد، وشيعت جنازتها من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين.