
تحل يوم 12 نوفمبر الذكرى الـ 90 لميلاد مارلين مونرو الشرق، الفنانة هند رستم. النجمة التي لمعت في سماء الفن منذ بداية دخولها المجال، وأصبحت أيقونة الإغراء في السينما المصرية، وفتاة أحلام العديد من الرجال لعقود طويلة. وفي ذكرى ميلادها تعالوا نتعرف معًا على أبرز المحطات في حياة هند رستم.
ميلادها ونشأتها

اسمها الحقيقي ناريمان حسين مراد رستم. ولدت يوم 12 نوفمبر من عام 1931، في حي محرم بك بالإسكندرية، لعائلة ارستقراطية مكونة من أب تركي و أم مصرية. درست بمدرسة “سان فانسان دي بول”، ثم انتقلت إلى القاهرة عام 1946، بعد طلاق والديها وزواج والدتها مرة أخرى.
صدفة لعبت دورًا في بدايتها الفنية

جاءت البداية الفنية لهند رستم عن طريق الصدفة، حيث ذهبت عام 1947 مع صديقه لها لاختبارات التمثيل التي أقامتها شركة الأفلام المتحدة لاختيار مجموعة من الوجوه الجديدة للمشاركة في فيلم “أزهار وأشواك”. وأثارت إعجاب المخرج الذي اختارها لتقديم دور صغير أمام الفنان يحيى شاهين.
وفي عام 1949 قدمت هند رستم دور كومبارس في فيلم “غزل البنات”. حيث ظهرت لمدة دقيقتين وهي تركب حصانًا خلف ليلى مراد في أغنية “اتمخطري يا خيل”. ثم قدمت بعد ذلك العديد من الأدوار الصغيرة حتى بدأت رحلة النجومية مع المخرج حسن الإمام الذي قدمها في عدد من الأفلام التي لاقت نجاحًا كبيرًا مثل “ابن حميدو، صراع في النيل، أنت حبيبي، باب الحديد، كلمة شرف، سيد درويش، الحلوة عزيزة”.
مسيرة فنية متنوعة

بسبب جمال ملامحها وقوامها الممشوق وجاذبيتها الشديدة اشتهرت هند رستم في السينما المصرية بتقديم أدوار الإغراء، إلا أنها لم تنجرف إلى هاوية الإسفاف والابتزاز. وكان من أشهر تلك الأدوار “صراع في النيل، إشاعة حب، لا أنام، ابن حميدو”. لذلك أطلق عليها النقاد والجمهور ألقاب عدة منها “مارلين مونرو الشرق” و “ملكة الإغراء” وهو اللقب الذي كرهته هند رستم وتمردت عليه، فتنوعت أدوارها السينمائية وقدمت العديد من الأفلام الجادة وأبرزها “باب الحديد، شفيقة القبطية، الخروج من الجنة، الراهبة”.
سر مشيتها المميزة
أجرت هند رستم حوار صحفي مع مجلة آخر ساعة عام 1975، كشفت فيه عن رفضها للقب “ملكة الإغراء” لأنه يحصرها في هذا الدور فقط، بينما ترى أنها قدمت العديد من الأدوار الهامة الأخرى. وأكدت هند رستم أنها لا تلجأ إلى العري لإثارة الجمهور، ولكنها تؤدي مشاهد الإثارة المعتمدة على حركات ونظرات معينة ذات تأثير أقوى من العري. كما أشارت إلى أن مشيتها المثيرة المميزة التي يتحدث عنها النقاد كأحد عوامل الإغراء التي تلجأ لها هند رستم، ليست مقصودة أو متعمدة على الإطلاق. بل هي نتيجة حادث سيارة أصيبت فيه ونتج عنه عاهة مستديمة جعلتها تمشي بهذه الطريقة.
حيلة ذكية للتخلص من معجب
كان لهند رستم موقف كوميدي غريب مع أحد المعجبين، حيث تخلصت من إزعاجه لها بحيلة ذكية، فعندما كانت تقضي إجازتها الصيفية في الإسكندرية، وأثناء تواجدها على شاطئ البحر حاصرها شاب غني ينتمي لأسرة معروفة بالإسكندرية، وظل الشاب يطاردها حتى انزعجت منه هند رستم، وكانت تعرف أنه فسخ خطبته من إحدى الفتيات مؤخرًا حتى يتقرب منها، كما كانت تعلم المنزل الجديد الذي استأجرته أسرة الفتاة. ففكرت في حياة ذكية حتى تتخلص من مطاردة الشاب لها، فأبدت تجاوبها معه وإعجابها به وأعطته عنوان والدها ليطلب يدها، وعندما ذهب الشاب تفاجأ بأنه المنزل الجديد لخطيبته السابقة بدلًا من منزل والد هند رستم. وبعدما أصابتهما الدهشة تحدث الشاب مع الفتاة، وتمت خطبتهما من جديد، وتوقف عن مطاردة هند رستم. وفضلًا عن ذلك، ذهب الشاب والفتاة لزيارتها بعد زواجهما ليشكراها على أنها وفقت بينهما من جديد.
حياتها الشخصية

تزوجت هند رستم في بداية حياتها الفنية من المخرج حسن رضا، واستمرت الحياة الزوجية بينهما لمدة 5 سنوات، وانجبت منه ابنتها الوحيدة بسنت، لكنها انفصلت عنه أثناء حملها. وبعد وفاة والدتها بمرض السرطان أصيبت هند رستم بهاجس من الإصابة بنفس المرض، وتعرفت وقتها على الدكتور محمد فياض طبيب أمراض النساء الذي ساعدها على تخطي خوفها المرضي، وتبادل الاثنان مشاعر الحب وتزوجا عام 1961. وعاشت معه أجمل سنوات عمرها حتى وفاته عام 2009.
اعتزال الفن
ابتعدت هند رستم عن الأضواء وهى في قمة شهرتها، واختفت عن الأنظار في عز تربعها على عرش النجومية، فقدمت آخر أعمالها عام 1979 وهو فيلم “حياتي عذاب”، حيث قررت بعده اعتزال الفن نهائيًا. وكان زوجها الدكتور محمد فياض سببًا في اعتزالها الفن، لرغبتها في الاعتناء به، فكانت تريد أن تكون الزوجة التي تنتظرعودة زوجها من العمل، لتوفر له سبل الراحة والاهتمام في المنزل. ولم تمانع بعد نجوميتها الكبيرة أن تعمل بعد اعتزالها كسكرتيرة لزوجها تقوم بتنظيم مواعيد مرضاه، كما لم تشعر بالضيق بسبب تركه لها في منتصف الليل لمتابعة المرضى أو إجراء عمليات عاجلة.
وفاتها

بعد وفاة زوجها الدكتور محمد فياض عام 2009، أصيبت هند رستم بحالة اكتئاب شديد، حتى أصيبت بأزمة قلبية حادة وتوفيت يوم 8 أغسطس من عام 2011، عن عمر ناهز الـ 80 عامًا. تاركةً وراءها رصيدًا فنيًا كبيرًا يقارب المائة فيلم.