تحل يوم 5 نوفمبر، الذكرى المئوية لميلاد الأميرة فوزية، ابنة الملك فؤاد الأول من الملكة نازلي، وشقيقة الملك فاروق. والتي ولدت عام 1921 بقصر رأس التين بالإسكندرية. ولقبت بـ “أجمل نساء الأرض”. وهي أميرة مصرية تنحدر من سلالة محمد علي، وأصبحت فيما بعد إمبراطورة إيران بعدما تزوجت ولي عهد إيران محمد رضا بهلوي، والذي أصبح الشاه عام 1941.

حيث تمت خطبة الأميرة فوزية ومحمد رضا بهلوي في مايو 1938، وتزوجا في حفل زفاف أسطوري استمر ثلاثة أيام متتالية بقصر عابدين في القاهرة يوم 15 مارس 1939. وقبل إتمام الزواج كاد ولي العهد أن يفسخ خطبته بالأميرة فوزية بسبب فيلم سينمائي مصري يدعى “ليلى بنت الصحراء”. فما هي قصة الفيلم؟ ولماذا تسبب في أزمة سياسية بين مصر وإيران؟

حدثت الأزمة عندما تم عرض فيلم “ليلى بنت الصحراء” من تأليف محمود حمدي وإخراج ماريو فولبي وبطولة بهيجة حافظ وحسين رياض وزكي رستم وعباس فارس وراقية إبراهيم، في 28 يناير 1937. وبعد مُضي عام على عرضه الأول، أرسلت الحكومة الإيرانية احتجاجًا رسميًا على عرض الفيلم باعتبار أنه يسئ إلى تاريخ الملك الفارسي القديم “كسرى أنوشيروان”. حيث تدور أحداث الفيلم حول الحرب بين الفرس والعرب، ويحكي قصة “ليلى” التي أسرها ملك الفرس وراودها عن نفسها فلما رفضت قام بتعذيبها، فأنشدت شعرًا قالت فيه: “ضربوني على موطن العفة”، وهي الجملة التي تسببت في الأزمة.

وقام سفير إيران في مصر “محمد علي جم” بعمل اتصالاته مع القصر الملكي المصري لمنع الفيلم. فأصدر الملك فاروق شخصيًا أمرًا بإيقاف عرض الفيلم ومصادرته، والتحقيق مع بطلة الفيلم ومنتجته بهيجة حافظ. وهو القرار الذي تسبب في إفلاس بهيجة، التي حاولت بعلاقاتها إعادة عرض الفيلم إلا أن وزارة الداخلية رفضت، وتعرضت بهيجة للمساومة حيث اشترطت الداخلية إدخال بعض التعديلات على الفيلم وحذف كافة المشاهد التي تسيء لملك الفرس، مقابل الموافقة على عرضه مجددًا.

وقام سفير إيران في مصر “محمد علي جم” بعمل اتصالاته مع القصر الملكي المصري لمنع الفيلم. فأصدر الملك فاروق شخصيًا أمرًا بإيقاف عرض الفيلم ومصادرته، والتحقيق مع بطلة الفيلم ومنتجته بهيجة حافظ. وهو القرار الذي تسبب في إفلاس بهيجة، التي حاولت بعلاقاتها إعادة عرض الفيلم إلا أن وزارة الداخلية رفضت، وتعرضت بهيجة للمساومة حيث اشترطت الداخلية إدخال بعض التعديلات على الفيلم وحذف كافة المشاهد التي تسيء لملك الفرس، مقابل الموافقة على عرضه مجددًا.

رفضت بهيجة حافظ التعديلات وعللت رفضها بأن الرقابة المصرية قد وافقت على الفيلم قبل وبعد تصويره. ولجأت للمحاكم متمسكة بحقها في عرض الفيلم، ورفعت دعوى تعويض على الحكومة طالبت فيها بتعويض قدره 20 ألف جنيه. وظلت القضية منظورة أمام المحاكم لمدة 6 سنوات. حتى طرأت بعض التغيرات على الساحة السياسية، حيث توترت العلاقات بين مصر وإيران بعدما غادرت الملكة فوزية إيران وعادت إلى القاهرة في مايو 1945، ورفضت السفر مجددًا إلى إيران، وطلبت من شقيقها الملك فاروق الانفصال عن زوجها، لتحصل على الطلاق من ملك إيران محمد رضا بلهوي في 17 نوفمبر 1948.

في ذلك الوقت كانت بهيجة حافظ قد رضخت لأوامر السلطة ووافقت على عرض الفيلم بعد إجراء بعض التعديلات عليه وحذف المشاهد المسيئة، كما غيرت اسم الفيلم إلى “ليلي البدوية”. وتم إعادة عرض الفيلم مجددًا في 12 مارس 1944 وفشل فشلًا ذريعًا. وعلى الرغم من فوزه بجائزة ذهبية في مهرجان “برلين الدولي” والإشادة التي حظى بها الفيلم بين النقاد الفنيين وعلى صفحات الصحف والمجلات، إلا أن تدخل السلطة أدى إلى انهيار الفيلم. وقد حاولت السلطة تعويض بهيجة حافظ عن خسارتها فأعطتها مبلغ 3 آلآف جنيه، في الوقت الذي وصله فيه خسائرها إلى 45 ألف جنيه.

صورة 6

وفيما يخص الأميرة فوزية، فقد استعادت مميزاتها كأميرة مصرية بعد عودتها لمصر. وفي 28 مارس 1949 تزوجت العقيد إسماعيل شيرين، الذي كان آخر وزير للحربية والبحرية في مصر قبل ثورة 23 يوليو 1955. وبعد الثورة تمت مصادرة أموال الأميرة فوزية وتجريدها من ألقابها الملكية، وظلت مقيمة في الإسكندرية، إلى أن توفيت في 2 يوليو 2013 عن عمر ناهز الـ91 عامًا، ودفنت في القاهرة بجانب زوجها الذي توفى في 1994.