قضية العنف ضد المرأة من أهم القضايا التي تمت مناقشتها في السينما المصرية منذ زمن بعيد. حيث حرص صناع السينما المصرية على تقديم أعمال تجسد ما تمر به النساء من أنواع الأذى المختلفة سواء العنف النفسي أو الجسدي أو اللفظي أو الجنسي. فضلًا عن القهر الاقتصادي والاجتماعي وغيرها من أنواع الأذى التي تقع على المرأة.

وشئنا أم أبينا فهناك الكثير من المجتمعات مازالت تتعامل مع النساء باعتبارهن كائنات مستضعفة ومهمشة في المجتمع، يجب قهرها والتحكم فيها. وهو ما دعى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاختيار يوم 25 نوفمبر ليصبح اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة. حيث تسعى لإنصاف المرأة، وكشف عيوب المجتمع، والتوعية بأشكال وأساليب العنف الذي تتعرض له المرأة على مستوى العالم، وشرح الآثار السلبية التي تتعرض لها النساء اللاتي يخضن مثل تلك التجارب. وبهذه المناسبة نقدم لكم أشهر أفلام السينما المصرية التي تناولت قضية العنف ضد المرأة.

المراهقات

تطرق الفيلم لأنواع مختلفة من العنف ضد المرأة، ومنها العنف الجسدي كالضرب وعمليات الإجهاض، والعنف اللفظي كالإهانة والتوبيخ. فضلًا عن فرض السيطرة الذكورية على المرأة من أقاربها الرجال. وذلك من خلال عرض معاناة مجموعة من الفتيات المراهقات مع أسرهن. وتستعرض الأحداث تأثير هذا العنف على الفتيات، وكيف تتصدى كل منهن لما يمارس عليها من ظلم. فالفتاة الأولى “ندى” تعاني من والدتها القاسية التي فرضت قيودها الصارمة على ابنتها، وتسمح لابنها بأن يتحكم في شقيقته ويمارس سطوته الذكورية عليها، بإسلوب غير لائق يصل إلى الضرب والإهانة. والفتاة الثانية “صفية” التي يمارس عليها زوج والدتها أنواع مختلفة من العنف اللفظي والجسدي، ويجبرها على الإجهاض بعد حملها من ابنه بدون زواج، فيتسبب في وفاتها.

الفيلم من بطولة ماجدة ورشدي أباظة وحسين رياض. وهو من تأليف علي الزرقاني، وإخراج أحمد ضياء الدين.

الباب المفتوح

تعرض الفيلم لنوع مختلف من أنواع العنف ضد المرأة وهو العنف النفسي، والذي قد يكون في بعض الأحيان أشد تأثيرًا من العنف البدني. حيث تشعر معه المرأة بفقدان الثقة في نفسها، وعدم قدرتها على خوض الحياة بمفردها. وظهر ذلك ضمن أحداث الفيلم من خلال شخصية “ليلى” التي أرادت أن تثور على واقعها، سواء بالاشتراك في ثورة المصرين ضد الاحتلال البريطاني، أو بالثورة ضد معتقدات أسرتها التي تصر على خضوع المرأة لسطوة ولي أمرها من الذكور، سواء كان والدها أو شقيقها أو زوجها. باعتبار  أن الرجل أدرى بمصلحتها الشخصية، وأكثر قدرة على اتخاذ القرارات والحكم على الأمور. ومع الوقت تستجيب “ليلى” لأفكار أسرتها، وتنسى حلمها بالحصول على حريتها، وأن تكون قادرة على اتخاذ قرارتها بنفسها. خاصة بعدما تمر بقصة حب فاشلة تجعلها تفقد الثقة في نفسها. حتى تقابل “حسين” الذي يدعمها ويساعدها على استجماع شجاعتها والوقوف في وجه أسرتها من أجل تحقيق حلمها في الكفاح السياسي، فتعود لها ثقتها في نفسها.

الفيلم من بطولة فاتن حمامة وحسن يوسف وشويكار ومحمود مرسي وصالح سليم. ومن تأليف لطيفة الزيات ويوسف عيسى، وﺇﺧﺮاﺝ هنري بركات.

الزوجة الثانية

ناقش الفيلم قضية الزواج القسري، وإجبار المرأة على الزواج بشخص لا تريده. من خلال قصة زوجة تدعى “فاطمة” والتي يرغب عمدة القرية في الزواج منها حتى ينجب منها ولد يحمل اسمه ويرثه. فيقوم العمدة بإجبار زوجها “أبو العلا” على تطليقها. و بكل جبروت يتزوج منها قسرًا قبل أن تكمل عدتها. فقررت “فاطمة” التمرد على سطوة العمدة، ومنعته من الاقتراب منها، لأن زواج وطلاق المكره لا يجوز شرعًا. كما تناول الفيلم معاناة النساء في المجتمعات الريفية من مشكلة عدم إنجاب الذكور، والذي يصبح مبررًا لتعدد الزوجات، أمام صمت الزوجة الأولى، وعدم قدرتها على الاعتراض على الزواج الثاني.

الفيلم من بطولة سعاد حسني وشكري سرحان وسناء جميل وصلاح منصور وعبدالمنعم إبراهيم. ومن تأليف أحمد رشدي صالح ومحمد مصطفى سامي، وﺇﺧراﺝ صلاح أبو سيف. ويحتل الفيلم المركز رقم 16 في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

شيء من الخوف

استعرض الفيلم العنف الذي تتعرض له المرأة والمتمثل في إجبارها على الزواج، من خلال شخصية “فؤادة” التي يصر “عتريس” على الزواج منها دون رغبتها. وفي سبيل تحقيق ذلك، ادعت أسرتها كذبًا موافقتها على الزواج، وأخبروا المإذون بأنها قامت بتوكيل والدها لتزويجها. وعندما صارحته “فؤادة” بأن زواجهما باطل، انتقم من والدها والمأذون والشهود. فتضامن أهل القرية مع “فؤادة” وثاروا على فكرة ظلم وقهر المرأة، وقرروا إنقاذها. ثم قاموا بإشعال النار في منزل “عتريس” ليتخصلوا منه.

الفيلم من بطولة شادية ومحمود موسي ويحيى شاهين. ومن تأليف ثروت أباظة، وإخراج حسين كمال. ويحتل الفيلم المركز رقم 19 في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

أريد حلًا

ناقش الفيلم مأساة امرأة تدعى “درية” والتي عانت أشد معاناة من إساءة زوجها طوال فترة زواجهما التي استمرت 20 عاما. وبعدما اشتدت الخلافات مع زوجها الدبلوماسي “مدحت سيف النصر”، بسبب معاملته السيئة لها وعلاقاته النسائية المتعددة، وتحكمه فيها برفض تطليقها، لجأت “درية” للمحكمة لرفع دعوى طلاق، لتتوه في طريق المحاكم الطويل المليء بالمشاكل والعقبات التي أهدرت كرامتها. وتفشل في الحصول على الطلاق بعد 4 سنوات قضتها بين ردهات المحكمة.

الفيلم من بطولة فاتن حمامة ورشدي أباظة وأمينة رزق. ومن ﺗﺄﻟﻴﻒ حسن شاه، وإخراج سعيد مرزوق. ويحتل الفيلم المركز رقم 21 في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. و ساهم بعد عرضه في إعادة النظر في قوانين الأحوال الشخصية المتعلقة بالطلاق وبيت الطاعة والسماح للزوجة المصرية بحق الخلع.

زوجة رجل مهم

تناول الفيلم العنف والإهانة التي تتعرض لها الزوجة الشابة “منى” من زوجها رجل الشرطة المتسلط “هشام أبو الوفا”. حيث تكتشف بعد الزواج أنه مريض نفسي بسبب سوء معاملته لها. حيث يتعمد إهانتها باستمرار ويفرض سلطته عليها. وتتحول حياتها معه لجحيم بعد إحالته للمعاش، عندما يعتدي عليها بالضرب، وعندما طلبت مساعدة والدها للتخلص منه، قام “هشام” بإطلاق النار على حماه، ثم أطلق النار على نفسه.

الفيلم بطولة  أحمد زكي وميرفت أمين. ومن تأليف رؤوف توفيق، وﺇﺧﺮاﺝ محمد خان. ويحتل الفيلم المركز رقم 30 في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

إنذار بالطاعة

طرح الفيلم قصة “أمينة” الطالبة الجامعية التي تحب جارها “إبراهيم شاهين” المحامي الشاب. ونظرًا لظروفه المادية المتعثرة تتزوج منه عرفيًا. ومع الوقت توافق والدتها على خطبتها من “صلاح”، وعندما تبدي “أمينة” رفضها تتلقى ضربًا مبرحًا من والدتها القاسية. وبعد معرفة “إبراهيم” بخطبتها لشخص آخر قرر استخدام العنف للحفاظ على حبه لها، حتى لو وصل الأمر لإيذاءها. فقام برفع قضية ضدها وطلبها في بيت الطاعة، مستغلًا جوابًا كانت قد كتبته له تعترف فيه بزواجهما العرفي. وعندما وصل إنذار الطاعة لمنزل “أمينة” تعرضت لكافة أشكال العنف الجسدي على يد أفراد أسرتها. كما تعرضت لمحاولة اغتصاب من قبل خطيبها “صلاح”.

الفيلم من بطولة ليلى علوي ومحمود حميدة وحسن موافي. ومن تأليف خالد البنا، وإخراج عاطف الطيب.

أسرار البنات

تعرض الفيلم لواحد من أبشع أنواع العنف الجسدي ضد المرأة، وهو ختان الإناث، وذلك من خلال قصة “ياسمين” الفتاة المراهقة التي أقامت علاقة جنسية غير مكتملة مع جارها “شادي”، أدت إلى حملها وهي مازلت عذراء. وبعد تسعة أشهر أخفت فيهم الحمل، أنجبت “ياسمين” طفلتها في منزل خالتها التي أسرعت بها للمستشفى، حيث قام الطبيب بتوليدها. كما قام بمخالفة أخلاقيات وقواعد مهنة الطب، في سبيل تطبيق معتقداته واتجاهاته الشخصية المتطرفة، وذلك عندما أجرى لها عملية ختان، دون استشارة أسرتها أو الحصول على موافقتهم، رغبةً منه في عقابها على فعلتها، وظنًا منه أن الختان سوف يجعلها تتحكم في غرائزها، رغم اعتبار ما فعله مخالف للقانون.

الفيلم من بطولة مايا شيحة وشريف رمزي وعزت أبو عوف ودلال عبد العزيز وسوسن بدر. ومن تأليف عزة شلبي، وإخراج مجدي أحمد علي.

678

تناول الفيلم نوع من أنواع العنف البدني ضد المرأة والمتمثل في التحرش الجنسي، من خلال قصص ثلاث سيدات من بيئات مختلفة، يقعن ضحية للتحرش. ويستعرض الفيلم تأثير ذلك التجاوز على مشاعر كل واحدة منهن، والأثر الذي تركه على حياتهن، وكيفية تعاملهن مع المتحرش والمجتمع. فالسيدة الأولى “صبا” قامت بتكوين جمعية لتعليم النساء الدفاع عن أنفسهن ضد التحرش، بعدما تخلى عنها زوجها وخسرت جنينها. والثانية “نيللي” تصر على عمل محضر للمتحرش، رغم رفض أسرتها وأسرة خطيبها خوفًا من نظرة المجتمع لها. والأخيرة “فايزة” تصاب بحالة نفسية سيئة تجعلها ترفض اقتراب زوجها منها، وتقرر الانتقام والدفاع عن نفسها عن طريق طعن أحد المتحرشين في منطقة حساسة.

الفيلم من بطولة نيللي كريم وبشرى وناهد السباعي وماجد الكدواني وباسم سمرة. ومن تأليف وإخراج محمد دياب. وساهم الفيلم بعد عرضه في في تفعيل قانون التحرش، وجعل العقوبة على المتحرش تصل إلى 3 سنوات سجن.