حضارة استمرت لأكثر من 7 آلاف سنة، وكانت عاملًا أساسيًا في تطور الحضارات الإنسانية على مر العصور، حيث نقلت للحضارات التالية الكثير من العلوم والمعرفة، لذلك كان من الضروري أن تكون الحضارة الفرعونية القديمة مادة ممتازة تتناولها الأفلام في السينما المصرية، ولكن على العكس، عانت السينما المصرية من فقر شديد في إنتاج تلك المادة الخصبة، ولم تقدم إلا عددًا محدودًا من الأعمال الفنية التي تحدثت عن تاريخ الفراعنة، على عكس السينما العالمية التي أثارت أسرار الحضارة الفرعونية شغفها لسنوات عديدة، أنتجت خلالها ما يزيد عن 500 فيلم، حاز الكثير منها على جوائز هامة. وفي هذا المقال نأخذكم في رحلة مشوقة عبر الزمن، لنتعرف على الأفلام التي رصدت عظمة الحضارة الفرعونية القديمة في السينما المصرية.

عروس النيل 1963

لفت فيلم “عروس النيل” الأنظار إلى قضية الحفر في المناطق الأثرية للتنقيب عن البترول، من خلال قصة المهندس الجيولوجي سامي فؤاد (رشدي أباظة) الذي يسافر إلى مدينة الأقصر لمتابعة عمليات التنقيب، فتظهر له هاميس ابنة آتون إله الشمس (لبنى عبد العزيز)، وتخبره بأنها آخر عروس للنيل وتبدأ في مطاردته وإحالة حياته إلى جحيم مطالبة بوقف التنقيب في هذه المنطقة لوجود مقابر عرائس النيل، وتنشأ بينهما قصة حب ويتزوجا، وفي ليلة الزفاف يظهر إله الشمس إلى هاميس ويطلب منها العودة الى العالم الآخر فتترك سامي وترحل قبل شروق الشمس، وينتهي الفيلم بعثور العمال على تابوت به مومياء عروس النيل هاميس، فيعقد سامي مؤتمرًا صحفيًا يعلن فيه عن هذا الاكتشاف الأثري المهم، ليقابل صحفية شديدة الشبه بهاميس اسمها نادية حمدي فيطلبها للزواج.

غرام في الكرنك 1967

تدور أحداث فيلم “غرام في الكرنك” في إطار استعراضي، من خلال شخصية الراقص الاستعراضي صلاح (محمود رضا) الذي يحلم بالشهرة والنجاح والوصول بالفلكلور المصري للعالمية، فيصطحب أعضاء فرقة الفنون الشعبية إلى مدينة الأقصر، لتقديم أحد العروض الاستعراضية أمام السياح في معبد الكرنك لإيمانه بعظمة التاريخ الفرعوني، وأنه من الممكن أن يكون هذا المكان سبب في نجاح وشهرة الفرقة لما يتمتع به من شعبية واسعة، وأظهر الفيلم جمال مدينة الأقصر والأثار العظيمة التي تمتاز بها، من خلال تقديم مجموعة من الاستعراضات الراقصة مستعينًا بعدة مواقع أثرية، كما قدم استعراض عن الملكة حتشبسوت.

المومياء 1975

ناقش فيلم “المومياء” قضية سرقة الآثار المصرية، وهو مستوحى من قصة حقيقة وقعت أحداثها عام 1871، عندما تمكنت عائلة عبد الرسول من اكتشاف خبيئة مومياوات الدير البحري، والتي ضمت مجموعة كبيرة من مومياوات ملوك الفراعنة العظماء، حيث قدم الفيلم قصة قبيلة تُدعى الحربات، تعيش في صعيد مصر وتشتهر بسرقة وبيع الآثار الفرعونية، ولكن بعد موت شيخ القبيلة يقرر أولاده التوقف عن سرقة الآثار، فيتم قتل أحدهم على يد عمه، بينما ينجح الثاني في الهروب وإبلاغ بعثة الآثار عن مكان المقبرة.

المهاجر 1994

يعد فيلم “المهاجر” العمل الفني الوحيد الذي قدمته السينما المصرية وتدور أحداثه بالكامل في زمن المصريين القدماء، وهو فيلم مقتبس عن قصة سيدنا يوسف، حيث تدور أحداثه في عهد أمنحتب الثالث، ويحكي قصة رام (خالد النبوي) الذي يعيش مع والده العجوز في قبيلة فقيرة في صحراء مصر، ويطلب رام من أبيه أن يهاجر إلى مصر ليتعلم الزراعة، فيصحبه إخوته السبعة في رحلته، ويحاولون التخلص منه عن طريق إلقاءه في سفينة متجهة إلى مصر، حيث يعثر عليه صاحب السفينة ويقرر بيعه، وبعدما يصل رام إلى مصر يتعرف على قائد الجيوش أميهار (محمود حميدة) وزوجته سيمهيت (يسرا) والتي تقع في حبه، مما يجعله ينسحب ليعيش في الأرض التي أعطاها له أميهار عند حدود مصر لزراعتها، ويتعرف هناك على الفتاة المصرية الجميلة هاتي (حنان ترك) ويقع في حبها، وينجح في استصلاح الأرض، وعندما تحدث مجاعة يتمكن رام من إنقاذ الشعب بالمحصول الذي زرعه في الصحراء، ويصل إخوته إلى مصر طلبًا للمساعدة، فيتعرف رام عليهم ويكشف لهم عن شخصيته، ويصطحب حبيبته ويعود إلى أهله.

هروب مومياء 2002

تناول فيلم “هروب مومياء” قصة مجموعة من الباحثين في الآثار وهم داليا (نيللي كريم) وحسن (ماجد المصري) وماجد (فتحي عبد الوهاب)، والذين يكتشفون مومياء رمسيس الرابع في مدينة الأقصر، فيطمع حسن ويحاول الاستيلاء عليها، ويقوم أحد رجال الأعمال الأتراك بتكليف عصابة دولية لسرقة المومياء، وذلك لاعتقاده أن بها أكسير الشباب والصحة، وبالفعل يتم تبديل التوابيت وتنقل المومياء إلى تركيا، وتتمكن شرطة الإنتربول الدولية من إلقاء القبض على العصابة، وتنتهي الأحداث بإعادة المومياء إلى مصر.

ورقة شفرة 2008

قدم فيلم “ورقة شفرة” قصة الشاب المستهتر فايز (أحمد فهمي) الذي يكتشف بمساعدة صديقيه إسماعيل (هشام ماجد) وبدير (شيكو) أن جده عالم الأثار قد ترك له قبل وفاته رسائل مشفرة تتضمن طريقة الوصول إلى خرائط كنوز حضارة أورشليم، والتى رسمها اليهود الفارين إلى مصر حتى لا تضيع معالمها، وتلاحق فايز عصابة إسرائيلية تبحث بدورها عن الكنز، وتقوم بتلفيق جريمة قتل للأصدقاء الثلاثة ويعدونهم بمبلغ مالي كبير بجانب تبرئتهم من تهمة القتل مقابل مساعدتهم للعصابة في العثور على الخرائط، يوافق الأصدقاء ويسافرون إلى مدينة الأقصر في مغامرة شيقة للعثور على الخرائط  المخبأة في المعابد الفرعونية الأثرية، ولكن عندما يدرك فايز الأهمية التاريخية لتلك الخرائط يرفض تسليمها للعصابة، ويلجأ الأصدقاء إلى الشرطة ليتم القبض على العصابة، ويسلم فايز الخرائط لمصلحة الآثار، ويتم تبرئته وأصدقاءه من جريمة القتل.

الكنز 2017

تدور أحداث فيلم “الكنز” في عام 1975، حيث يعود حسن بشر الكتاتني (أحمد حاتم) إلى منزل عائلته بمدينة الأقصر، بعد دراسته لعلم المصريات في أوروبا، ويرغب حسن في بيع القصر وتصفية أملاكه في مصر والعودة من حيث أتى، خاصة بعد وفاة عمه، ولكن يفاجئه الخادم بأن والده قد ترك له مجموعة من البرديات وشرائط الفيديو التي يجب أن يشاهدها قبل أن يأخذ قرار البيع، ويخبره والده في الفيديو عن الكنز الموجود بهذا القصر، ومن أجل العثور عليه يجب أولًا أن يقرأ هذه البرديات التي تحكي قصص ممتعة تدور أحداثها في عصور مختلفة تبدأ بالعصر الفرعوني وحتى فترة حكم الملك فاروق، مرورًا بالعصر العثماني.

يقوم حسن بالبدء في القراءة في بردية العصر الفرعوني التي تحكي قصة الملكة حتشبسوت (هند صبري) والصعوبات التي تعرضت لها الملكة الفرعونية قبل أن تمسك مقاليد الحكم، والصراع على السلطة بينها وبين كهنة أمون رع الذين كانوا يعارضون بشدة جلوسها على عرش مصر لخوفهم من ذكائها الشديد وسعيها للسيطرة عليهم وتحجيم سلطاتهم.