على مر التاريخ أدرك صناع السينما أهمية التسويق للأفلام السينمائية قبل طرحها في صالات العرض، من خلال حملات إعلانية ملفتة ومشوقة، من أجل جذب أكبر عدد من الجمهور لمشاهدة الأفلام في دور السينما، مما يضمن تحقيق نسبة ربح عالية. ومنذ بداية صناعة السينما في مصر، كانت الأعمال الجديدة يتم الترويج لها من خلال وسائل الإعلام المقروءة كالصحف والمجلات، أو المسموعة كالتليفزيون ومواقع الإنترنت.

ومع مرور الوقت وظهور التكنولوجيا الحديثة أصبح لزامًا على صناع السينما الاعتماد على طرق أكثر تطورًا لتحقيق دعاية مبتكرة للأعمال الفنية الجديدة. ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين الشباب، وهي الفئة الأكثر استهدافًا لمشاهدة الأفلام الجديدة في دور السينما، لجأت شركات الإنتاج لاستخدام السوشيال ميديا بشكل أساسي في الدعاية للأفلام، وأصبح صناع الأفلام يتنافسون من أجل ابتكار طرق جديدة لجذب الجمهور. مبتعدين عن الشكل التقليدي والمتعارف عليه للتسويق. وتمكنوا من استغلال الجمهور للمشاركة بشكل فعال في الحملات الدعائية للأفلام الجديدة، حيث لم يعد الجمهور مجرد متلقي للدعاية، بل أصبح  مشارًكا فيها ومتفاعلًا معها، مما يزيد من رغبتهم في مشاهدة تلك الأفلام.

وفي السطور التالية نستعرض معكم مجموعة من الأفلام التي استطاعت أن تجذب الجمهور لها عن طريق حملات دعائية جديدة ومبتكرة.

بشتري راجل

لجأت أسرة فيلم “بشتري راجل” لطريقة غير متوقعة للدعاية للفيلم، من خلال إثارة الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول موضوع شائك لم يعتد الشعب المصري على مناقشته بشكلٍ علني. حيث قام صناع العمل بعمل صفحة على موقع “فيسبوك” حملت اسم الفيلم، وأعلنوا من خلالها عن سيدة ترغب في الإنجاب وتطلب متبرعًا بالحيوانات المنوية مقابل مبلغ مادي. وهو الأمر الذي لقى تفاعلًا كبيرًا من الجمهور الذي اختلفت أراءه حول هذا الموضوع بسبب جراءة الفكرة. ليخرج أبطال الفيلم بعدها معلنين أن المسألة لا تتعدي كونها خطة للترويج للعمل، وأن تلك الصفحة ظهرت في أحد المشاهد ضمن أحداث الفيلم.

فيلم بشتري راجل بطولة نيللي كريم ومحمد ممدوح ولطفي لبيب وليلى عز العرب، ومن تأليف إيناس لطفي، وإخراج محمد علي.

العارف

ادعى صناع فيلم “العارف” تعرض حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي للقرصنة والاختراق، وذلك ترويجًا لفكرة الفيلم الأساسية. وكانت البداية عندما أعلن أحمد فهمي بطل فيلم عن محاولة اختراق حسابه الشخصي على مواقع “فيسبوك”، من خلال منشور قال فيه: “قديم أوي اللي لسه باعتلي لينك الهاك بتاع أمازون ده، قال هيهكرني كده، أنا بابا يلا”.

وماهي إلا دقائق قليلة وتعرض حسابه الشخصي للقرصنة بالفعل. مما أثار حالة من الجدل الواسع، خاصة بعدما أكدت زوجته الفنانة هنا الزاهد على هذا الأمر، وكتبت عبر صفحتها الشخصية: “يا جماعة في هاكر سرق صفحة أحمد فهمي وهو غير مسؤول عن أي حاجة هتنزل”. وبعدها بدقائق تم تغيير الصورة الشخصية لصفحة أحمد فهمي وهنا الزاهد واستبدالها بأخرى، مصحوبة بتعليق: “أنا مش بعيد.. الدور على مين”.

واستكمل صناع الفيلم الحيلة الطريفة التي لجأوا لها وتم تكرار نفس الفعل مع باقي أبطال الفيلم، حيث تغيرت صورتهم الشخصية بنفس الطريقة، مصحوبة بنفس التعليق. وقد حرص أبطال العمل على كشف الحقيقة في نفس اليوم، وذلك بنشر البرومو الدعائي للفيلم على حساباتهم.

فيلم “العارف” بطولة أحمد عز وأحمد فهمي ومحمود حميدة ومصطفى خاطر وكارمن بصيبص وأحمد خالد صالح، ومن تأليف محمد سيد بشير، وإخراج أحمد علاء الديب.

نادي الرجال السري

أقدم صناع فيلم “نادي الرجال السري”، على استخدام طريقة مبتكرة للدعاية للفيلم من خلال صفحة الفيلم على موقع “فيسبوك”. حيث طلب القائمون على إدارة الصفحة من المتابعين لها الانضمام لعضوية نادي الرجال بتغيير صور حساباتهم الشخصية إلى صورة كارت العضوية، وإرسال “سكرين شوت” منها، ووعدت بإجراء سحب يحصل من خلاله الفائزين على فرصة لحضور العرض الخاص للفيلم، ومقابلة أبطاله.

فيلم “نادي الرجال السري” بطولة كريم عبدالعزيز وماجد الكدواني وبيومي فؤاد وغادة عادل، ومن تأليف أيمن وتار، وإخراج خالد الحلفاوي.

200 جنيه

فكرة مبتكرة ومميزة لجأت لها أسرة فيلم “200 جنيه” لإثارة الجدل وتحقيق دعاية جيدة للعمل، حيث قام مجموعة من أبطال الفيلم عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صوره شخصية لهم من حياتهم اليومية، برفقة ورقة مالية من فئة 200 جنيه، مطبوع عليها اسم “عزيزة السيد”، وهي إحدى الشخصيات المحورية في الفيلم.  وصحبت الصور تعليقات طريفة من الفنانين، على رأسهم محمود البزاوي الذي علق على صورته قائلًا: “أنا ضايع مني 200 جنيه دي مكتوب عليها عزيزة السيد اللي يلاقيها ياخدها”. كمان علقت إسعاد يونس على صورتها قائلة: “عيدية بس متأخرة شوية .. مين عزيزة السيد بقى”. واجتاحت الدعاية التي صنعها الفيلم مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع عدد كبير من الجمهور والإعلاميين إلى التقاط صورهم مع عملة الـ 200 جنيه ومشاركة الصور على حساباتهم الشخصية.

فيلم “200 جنيه” بطولة إسعاد يونس وأحمد السقا وليلي علوي ومحمود البزاوي وبيومي فؤاد وغادة عادل وأحمد السعدني ومي سليم، ومن تأليف أحمد عبدالله، وإخراج محمد أمين.

موسي

على غير المعتاد، رفض القائمون على فيلم “موسى” تقديم أي حملات دعائية للفيلم، حيث قام المخرج بيتر ميمي بنشر برومو الفيلم عبر صفحته الشخصية على موقع “انستجرام” ، وعلق عليه قائلًا : “بكرة أول عرض لفيلم موسى، أنا قولت أعرفكم على الصفحة عندي، علشان مش هتلاقي ليه لافتات في الشوارع ولا إعلانات في التلفزيون”.

واكتفى الأبطال بمشاركة البوسترات الدعائية للفيلم، حيث تصدر كل بطل من المشاركين في العمل، بوستر منفرد قام بنشره على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي. ومن اللافت للنظر أن مراسم حفل العرض الخاص لفيلم “موسى” قد شهدت ظهور الإنسان الآلي الذي تدور حوله القصة، على السجادة الحمراء كأحد أبطال الفيلم، وكنوع من أنواع الدعايا المبتكرة، مما لفت انتباه الجمهور  والإعلاميين.

فيلم “موسى” بطولة كريم محمود عبد العزيز وإياد نصار وأسماء أبو اليزيد، ومن تأليف وإخراج بيتر ميمي.

30 مارس

حرص أبطال فيلم  “30 مارس” على الترويج له على طريقتهم الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حيث قاموا بنشر صورة لبطاقة شخصية تعود لأحد شخصيات الفيلم، وقد تم تقطيعها لعدة أجزاء، ونشر كل جزء على الصفحة الشخصية لكل بطل من الأبطال على موقع “فيسبوك”، وطالبوا الجمهور بتجميع صورة البطاقة كاملة للحصول على تذاكر مجانية لحضور الفيلم وفرصة لمقابلة أبطاله.

فيلم “30 مارس” بطولة أحمد الفيشاوي ودينا الشربيني وخالد الصاوي وأحمد خالد صالح، وأسماء أبو اليزيد، وهو من تأليف حميد المدني، إخراج أحمد خالد موسى.

عروستي

ابتكر صناع فيلم “عروستي” شكلًا جديدًا للدعاية للعمل، تمثل في حوار أقامه ثلاثة من مشاهير السوشيال ميديا عبر حساباتهم الشخصية على موقع “انستجرام”، وهم مروان يونس ومحمد مولى وسيف زهران. تبادلوا خلاله قصصًا مختلفة حول فكرة زواج الصالونات، وهي الفكرة الأساسية التي يطرحها الفيلم. كما عبر كلًا منهم عن رأيه الشخصي في الموضوع. واستغل صناع الفيلم تفاعل الجمهور والمشاهدين للترويج للفيلم بطريقة مختلفة.

الفيلم بطولة أحمد حاتم وجميلة عوض وصابرين ومحمود البزاوي، ومن تأليف مصطفى البربري، وإخراج محمد بكير.

122

قررت أسرة فيلم “122” الترويج للعمل بعدة حملات دعائية مبتكرة، بدأت بنشر مسابقة للجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي تدور حول توقع معنى اسم الفيلم، مع وضع جائزة للفائزين. ثم استخدموا صفحات “الفيسبوك” المهتمة بصناعة السينما بالإضافة إلي صفحات الساركازم والكوميكس، لتقديم حملات دعائية مدفوعة للفيلم. ولم تتوقف حملة الدعاية المكثفة عند هذا الحد، فقد أقدم صناع العمل على تأجيل موعد عرضه لأكثر من مرة، وخرج منتج الفيلم ليؤكد أن التأجيل كان حرصًا على تقديم الفيلم بأفضل صورة، مما اعتبره البعض إحدى طرق الترويج للفيلم عن طريق تشويق الجمهور وإثارة حماسته وفضوله.

فيلم “122” بطولة أمينة خليل وطارق لطفي وأحمد داوود، ومن تأليف صلاح الجهيني، وإخراج ياسر الياسري.