الفن هو مرآة الواقع، حيث تنقل السينما في أفلامها كل ما يهم المجتمع، وتعكس المواقف والأحداث التي تدور حولنا. وقد قدمت السينما المصرية العديد من الأفلام التي استوحاها صناعها من أحداث حقيقية أثارت حالة من الجدل بين المواطنين، أو تصدرت عناوين الصحف في وقت ما. وحتى لو أضاف إليها المؤلف بعض التفاصيل لتتناسب مع السياق الدرامي، تظل جملة “مستوحى من قصة حقيقة” عامل جذب للمشاهدين، حيث يشعرون أن أبطال العمل هم أشخاص عاديين مثلهم،  بدون تزيف أو بطولات مبالغ فيها.

وبعيدًا عن أفلام السيرة الذاتية والأفلام التي تناولت أحداثًا تاريخية أو بطولات أفراد القوات المسلحة وملفات جهاز المخابرات، فقد قدمت السينما المصرية قصصًا حقيقية حدثت على أرض الواقع وبين أفراد الشعب في عدد من الأفلام التي نعرضها لكم في هذه السطور.

المنزل رقم 13

تدور أحداث الفيلم حول الطبيب النفسي “عاصم إبراهيم” الذي يدخل في علاقة مع “سونيا” الراقصة المتزوجة، ويخططان لقتل زوجها للحصول على مبلغ التأمين على حياته. وفي نفس الوقت يعالج “عاصم” المهندس “شريف كامل” من الانهيار العصبي، وبدلًا من إعطائه العلاج المناسب يقوم بإعطائه علاج يزيد من توتر أعصابه، ويستغله في قتل الزوج بعد تنويمه مغناطيسيًا، حيث أعطاه مسدس ومفتاح المنزل. تتم الجريمة بنجاح ولكن ينسى”عاصم” المفتاح مع “شريف”، الذي يستيقظ في الصباح معتقدًا أنه شاهد حلم مزعج، ويفاجأ بالقبض عليه بعدما سقطت منه بطاقته الشخصية داخل المنزل وعثر عليها رجال الشرطة. فتحاول زوجته “نادية” والمحامي إثبات أن “شريف” قام بارتكاب الجريمة وهو مسلوب الإرادة.

الفيلم من بطولة فاتن حمامة ومحمود المليجي وعماد حمدي. ويحتل المركز رقم 92 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية. وهو مأخوذ عن خبر نشرته جريدة المصري عن قيام أحد الأشخاص باستخدام علم التنويم المغناطيسي في ارتكاب جريمة قتل.

جعلوني مجرمًا

تبدأ أحداث الفيلم مع الطفل “سلطان” الذي يستولى عمه على ميراثه بعد وفاة والده، ويلقي به في الشارع حيث استدرجته إحدى العصابات إلى طريق السرقة، ويقوم عمه بإبلاغ الشرطة عنه ويتم إيداعه لسنوات في الإصلاحية. وبعد خروجه يحاول إيجاد عمل شريف ولكنه يفشل في ذلك بسبب صحيفته الجنائية، فيلجأ مرة أخرى للسرقة، ويقع في حب “ياسمينا” مطربة الكباريهات، والتي ينافسه عمه على حبها، فيتفق مع صاحب الكباريه على التخلص من “سلطان” فيتشاجر معه وتقع جريمة قتل يتهم فيها “سلطان” ظلمًا ويحكم عليه بالسجن المؤبد. يتمكن “سلطان” من الهروب من السجن ويذهب إلى منزل عمه ويقتله فيصبح مجرمًا حقيقيًا، ويقوم بتسليم نفسه للشرطة.

الفيلم من بطولة فريد شوقي وهدى سلطان ويحيى شاهين. ويحتل المركز رقم 26 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية. وهو مأخوذ عن قصة حقيقية عن أحد الأطفال داخل إصلاحية الأحداث في القناطر الخيرية، والتي كان الضابط أحمد شوقي شقيق الفنان فريد شوقي مسؤولًا عنها. وقد صدر عقب عرض هذا الفيلم قانون ينص على الإعفاء من السابقة الأولى في صحيفة الحالة الجنائية حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة.

حب ودموع

تدور قصة الفيلم حول “فاطمة” فتاة بسيطة من مدينة بورسعيد، تعيش مع والدها “محمود سلام” الذي يضطر إلى الاستدانة من الريس “متولى” بعدما غرقت مراكبه. يستغل “متولي” الفرصة ويطلب الزواج من “فاطمة” مقابل إسقاط الدين، ويضطر والدها للموافقة ويرفض”أحمد عزت” الضابط البحري الذي تجمعه علاقة حب بـ”فاطمة” عندما يتقدم لخطبتها. يتراجع الأب عن زواج ابنته في أخر لحظة ويقوم بقتل “متولي”، ويتوفى الأب أثناء التحقيق معه. تفشل “فاطمة” في الوصول إلى “أحمد”، وتتشرد في الشوارع فيحاول الخواجه “باولو” القواد استغلالها بالعمل في الكباريه، إلا أن “سنية” مطربة الكباريه تنقذها من الوقوع في الرذيلة وتجمعها بـ”أحمد” من جديد.

الفيلم من بطولة فاتن حمامة وأحمد رمزي وزكي رستم واستيفان روستي. وأحداث الفيلم مستوحاة من قصة حقيقية، كما تم تصوير معظم مشاهده في أماكنها الحقيقية.

حسن ونعيمة

قدم الفيلم قصة “نعيمة” ابنة الحاج “متولي” التي تقع في حب “حسن” المطرب الفقير. ويرفض والدها زواجهما بسبب مهنته التي كانت غير لائقة في هذا الوقت. يسعى “متولي” لتزويج ابنته من قريبه “عطوة”، فتهرب “نعيمة” للزواج من “حسن”. يذهب والدها لاستردادها ويتفق مع “حسن” على أن تعود “نعيمة” إلى منزل أسرتها ثم يأتي “حسن” للزواج منها بشكل طبيعي أمام أهل البلد. ولكن بمجرد عودتهم إلى المنزل يقوم “متولي” بحبس ابنته وضربها، وحاول قتل “حسن” الذي ينجو من الموت ويتزوج حبيبته في النهاية.

الفيلم بطولة سعاد حسني ومحرم فؤاد ووداد حمدي. وهو مأخوذ عن قصة حقيقة وقعت في قرية البهنسة في بني مزار بمحافظة المنيا، ولكن لم تكن مهنة “حسن” هي السبب في رفض زواجه من “نعيمة” بل اختلاف الديانة. وانتهت القصة الأصلية بنهاية مأساوية على عكس الفيلم، فبعد أن استعادت الأسرة “نعيمة”، قامت باستدراج “حسن” وقتله وإلقاء جثته في النيل. وعندما طفت الجثة فوق الماء انكشفت الجريمة وتم القبض على المتهمين. أما “نعيمة” فأصيبت بالجنون حزنًا على حبيبها.

إحنا التلامذة

استعرض الفيلم حياة ثلاثة شباب قاموا بارتكاب جريمة قتل. الأول “حسنين” طالب جامعي من الصعيد ويدرس القانون، ويطالبه عمه بالثأر لمقتل والده. ولكن “حسنين” يرفض أن يعاقب القاتل الذي دفع ثمن جريمته بالحبس. والثاني “عادل” الذي يتعرض لسخرية والده بسبب رسوبه في الكلية. وهو يحب جارته “سهام” ولكن ويرفض والدها أن يزوجه منها، ويزوجها من شخص غني. أما الأخير فهو “سمير” الذي يعاني من إهمال أبويه له بعد انفصالهما وزواج كل منهما بشخص آخر. ويقيم علاقة مع “سعدية” ابنة السفرجي التي تحمل منه. يبحث الثلاثة شباب عن طريقة لجمع المال لإجهاض “سعدية” ويتورطون في قتل صاحب أحد البارات وسرقته. وتموت “سعدية” أثناء إجراء العملية، فيتم القبض عليهم ومحاكمتهم.

الفيلم بطولة عمر الشريف وشكري سرحان ويوسف فخر الدين وتحية كاريوكا. ويحتل المركز رقم 44 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية. وهو مأخوذ عن قصة حقيقية كان أحد أبطالها الفنان سامي سرحان الذي لعب شقيقه شكري سرحان دوره في الفيلم. وكان قد حكم عليه بالسجن المؤبد وأفرج عنه بعد 10 سنوات لحسن السير والسلوك.

العتبة الخضراء

نتابع خلال أحداث الفيلم قصة “يوسف جميل” النصاب اللي يقابل “مبروك أبو مبروك” الشاب الساذج القادم من الصعيد، ويقنعه باستثمار أمواله في مشاريع ناجحة. كما أقنعه أنه يمتلك منطقة العتبة الخضراء بكل ما فيها من محلات ومنازل وقسم الشرطة والمطافئ. وأقنع “مبروك” بشراء العتبة الخضراء منه مقابل مبلغ مالي كبير. بعد البيع بدأ “مبروك” في مطالبة سكان المنطقة بالإيجار، حتى وصل إلى قسم الموسكي وأخبره المأمور أنه وقع ضحية عملية نصب كبيرة، وساعده في استعادة أمواله قبل القبض على المتهم.

الفيلم بطولة إسماعيل ياسين وأحمد مظهر وزينات صدقي وصباح. وهو مأخوذ عن قصة حقيقية لنصاب يدعى “رمضان أبو زيد العبد” تمكن من النصب على “حفظ الله سليمان” وباع له الترام مقابل 200 جنيه. 

اللص والكلاب

يحكي الفيلم قصة “سعيد مهران” اللص الذي يستعد مع مساعدة “عليش” لسرقة الفيلا التي تعمل بها زوجته “نبوية”. يتفق “عليش” مع “نبوية” على التخلص من “سعيد” حتى يستطيع الزواج منها، ويقوم بإبلاغ الشرطة ويتم القبض على “سعيد” متلبسًا، ويحكم عليه بالسجن 5 سنوات. بعد خروجه من السجن ينوي “سعيد”  الانتقام ممن خاناه وكانا السبب في الإيقاع به. فيتورط في عدة جرائم قتل وتبدأ الشرطة في البحث عنه. يهرب “سعيد” إلى جبال القلعة وتكتشف الشرطة مكان اختبائه ويتم مداهمة المكان وتبادل إطلاق النار حتى سقط “سعيد” قتيلًا.

الفيلم بطولة شادية وشكري سرحان وكمال الشناوي. ويحتل المركز رقم 15 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية. وهو مأخوذ عن قصة حقيقية بطلها سفاح الإسكندرية ويدعى “محمود أمين سليمان” الذي شغلت قضيته الرأي العام في مصر عام 1960.

النمر الأسود

سلط الفيلم الضوء على رحلة كفاح “محمد حسن” الشاب المصري الأسمر الذي سافر إلى ألمانيا ليعمل، فبيعاني من العنصرية ويواجه مشاكل كثيرة بسبب اختلاف اللغة والثقافة. وخلال رحلته يتعرف على “هيلجا” الفتاة الألمانية التي تتكلم بعض العربية وتساعده على تعلم اللغة الألمانية. كما يقابل “كوستا” مدرب الملاكمة اليوناني الذي يجيد العربية ويقوم بتدريبه، لينجح ويصبح بطلًا للملاكمة، كما ينجح في حياته العامة ويصبح رجل أعمال كبير.

الفيلم بطولة أحمد زكي وأحمد مظهر ووفاء سالم. وهو مأخوذ عن السيرة الذاتية الحقيقية للمهندس “محمد حسن” الذي هاجر لألمانيا عام 1960 وأصبح من كبار الرياضيين ورجال الأعمال.

عفوًا أيها القانون

قدم الفيلم قصة الاستاذة الجامعية “هدى” المتزوجة من “علي” الدكتور العاجز جنسيًا بسبب عقدة نفسية أصابته في صغره، حيث شاهد والده يقتل زوجته الثانية الخائنة بعدما رآها في أحضان عشيقها، وحكم عليه بشهر حبس مع إيقاف التنفيذ. تمكنت “هدى” من علاج زوجها، لكنها تفاجئت في أحد الأيام أثناء عودتها من العمل مبكرًا بصوت قادم من غرفة النوم، فظنت أنه لص وحملت مسدس زوجها ودخلت لتتفاجأ بخيانة زوجها لها مع زوجة صديقه، فشعرت “هدى” بالغيرة وأطلقت عليهما النيران وفرت هاربة. ليتم القبض عليها ويحكم عليها بالسجن 15 عامًا.

الفيلم بطولة نجلاء فتحي ومحمود عبدالعزيز وفريد شوقي وهياتم. وهو مأخوذ عن قصة حقيقية رواها ضابط شرطة يدعى “نبيل مكاوي” ونشرها في كتاب له، حيث كان أحد المحققين في الجريمة.

كابوريا

تناول الفيلم قصة “حسن هدهد” الشاب الفقير الذي يهوى الملاكمة ويحلم بالبطولات والمجد. ويقابل بالصدفة “حورية” زوجة رجل الأعمال المليونير “سليمان” وتدعوه للمشاركة في مباريات تقام في قصرهما مقابل مكافآت مالية كبيرة. في الوقت الذي يقوم فيه المليونير وزوجته “حورية” بمراهنات على تلك المباريات، يحقق “حسن” انتصارات مبهرة ويحصل على أموال طائلة وينتقل للإقامة معهما في القصر. ليكتشف أنه صار دمية يعبث بها “سليمان” وزوجته، فيترك القصر وما حصل عليه من مال ويعود إلى الحي الشعبي الذي يقيم فيه.

الفيلم بطولة أحمد زكي ورغدة وحسين الإمام، وهو مأخوذ عن قصة حقيقية لملاكم يدعى “حسن أحمد علي” والشهير بـ”حسن هدهد”. وقد قام الفنان أحمد زكي بالمكوث معه لمدة أسبوعين لمعرفة كل تفاصيل حياته، حتى يتمكن من إتقان الشخصية. كما أن والد ووالدة “حسن هدهد” قد ظهرا في الفيلم بشخصيتهم الحقيقية.