انتشرت مؤخرًا جرائم القرصنة الإلكترونية واختراق الشبكات، خاصة بعدما أصبحت التكنولوجيا مسيطرة على مفردات حياتنا أكثر من أي وقت مضى، وزاد الاعتماد على الوسائل الإلكترونية في تخزين وتبادل المعلومات، أكثر من الطرق التقليدية القديمة. وبالتالي صار القراصنة “الهاكرز” أكثر قدرة على اختراق أجهزة الكمبيوتر ومواقع الإنترنت وسرقة البيانات الشخصية للأفراد. والأخطر من ذلك هو تطور مفهوم القرصنة الإلكترونية من مجرد هواية إلى وظيفة تهدف إلى تحقيق مكاسب مادية أو سياسية، عن طريق استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة والتقنيات المتطورة في سرقة بيانات كبار الشخصيات والمؤسسات، والاستيلاء على أرصدة البنوك، وتهديد المنشآت الحيوية للدولة، فضلًا عن كشف الأسرار العسكرية، متسببة في نوع جديد من الحروب بين الدول، هي الحروب التكنولوجية.

وقد أدركت السينما العالمية مبكرًا خطورة القرصنة، ووجدت فيها مادة غنية يمكن استغلالها في صناعة الأفلام، فقدمت عشرات الأعمال السينمائية والدرامية التي تدور حول الاختراق. وعلى العكس جاء رصيد السينما المصرية من هذا النوع من الجرائم فقير للغاية، حيث تناولتها في عمل فني واحد تم إنتاجه عام 2016، وهو فيلم “الهرم الرابع”. إلا أن صناع السينما قد تداركوا هذا التقصير وحرصوا على مناقشة تلك الجريمة بشكل أو بآخر، وذلك من خلال تقديم عملين جديدين تم عرضهما مؤخرًا في دور السينما، تناولا خطورة القرصنة الإلكترونية في عصرنا الحالي، مما لفت الأنظار إلى ضرورة إنتاج أفلام جديدة وقوية تعكس خطورة هذه القضية على الأفراد والمجتمعات. ونستعرض معكم اليوم الأفلام المصرية الثلاثة التي تناولت القرصنة والاختراق الإلكتروني.

الهرم الرابع 2016

هو أول فيلم مصري يتطرق إلى هذا المجال، ويتحدث عن خبايا عالم القراصنة الإلكترونية، وتدور أحداثه حول “يوسف حجاج” الطالب في كلية الهندسة، الذي يعمل سائق تاكسي لمساعدة والدته بعد وفاة والده. وهو شاب يعشق الكمبيوتر والتكنولوجيا، وبدأ يستغل عشقه في مراقبة هاتف زميلته “ندى” ابنة رجل الأعمال “سالم الشافعي” التي يحبها ويتمنى الزواج منها لولا الفارق المادي الكبير بينهما، فيقوم بالتجسس على هاتفها ليكون بجوارها في أي أزمة تتعرض لها. بدأ عشق يوسف للتكنولوجيا في التحول إلى هوس القرصنة الإلكترونية واختراق حسابات الآخرين، وقرر استخدام هذا الهوس في الانتقام من الأشرار والمجرمين. وكانت نقطة التحول فى حياة “يوسف” عندما توفيت والدته بسبب جشع واستغلال إحدى المستشفيات الخاصة التي رفضت استقبالها وعلاجها قبل دفع مبلغ مالي كبير كتأمين، فقرر “يوسف” اختراق الحساب البنكي لصاحب المستشفى وحول رصيده البالغ 25 مليون جنيه إلى حساب جمعيات خيرية وتسبب في إفلاسه. اتخذ “يوسف” اسم حركي له هو “الهرم الرابع” واستمر في اختراق حسابات الأشخاص الفاسدين، حتى اخترق حساب تاجر سلاح متسببًا في ضرر بالغ لمافيا السلاح في الخارج، والتي توصلت لمكانه وأرسلت أحد رجالها للتخلص منه، فيقوم باختطاف “ندى” بعد هروب “يوسف” من شقته. وفي نفس الوقت تسعى الشرطة لتتبع “الهرم الرابع” بالاستعانة بشاب يعمل في شركة اتصالات. وبعد صراع طويل ينجح “يوسف” في إنقاذ “ندى”، وفوجئ بتعاطف الشعب معه، ولكن الشرطة اقتحمت منزله وصادرت أجهزته، فقرر التوقف عن العمل واختفى وسط أفراد الشعب.

الفيلم من بطولة أحمد حاتم وتارا عماد وميريهان حسين وبيومي فؤاد. وهو الجزء الأول من سلسلة أفلام للمخرج والمؤلف بيتر ميمي تحت عنوان “المستضعفون”،  والتي تقع أحداثها في عالم مشترك، مع دمج بعض الأحداث والشخصيات.

العارف 2021

حاول صناع الفيلم لفت النظر إلى الحروب الإلكترونية والقرصنة، نظرًا لخطورة تلك القضية، خاصة بعدما سيطرت التكنولوجيا على جميع تفاصيل حياتنا اليومية، حيث أن عمليات القرصنة قد تصل إلى أعلى الأنظمة الاستخباراتية بهدف السيطرة على بعض الدول أو تسهيل العمليات الإرهابية وتهريب الأسلحة أو المخدرات. وتدور أحداث الفيلم حول “يونس” خبير أمن المعلومات، والمعروف لدى الأجهزة الأمنية باسم “العارف” والذي كان يعمل لصالح المخابرات المصرية، حيث يتم استدعاؤه مرة أخرى بعد تعرض البلاد لعملية اختراق دولية، للمساعدة في القبض على الإرهابي والهاكر العالمي “راضي”، من خلال استخدام قدراته في الوصول إلى المعلومات عن طريق التكنولوجيا والقرصنة. لتبدأ سلسلة طويلة من المطاردات بين “يونس” و”راضي” الذي يسعى للتخلص من غريمة بسبب عداوة قديمة بينهما.

الفيلم من بطولة أحمد عز وأحمد فهمي ومحمود حميدة وكارمن بصيبص. وقد شكلت الدعاية المميزة للفيلم عنصر جذب للجمهور حيث استخدم أبطال العمل خدعة مبتكرة للترويج للعمل، عن طريق إيهام متابعيهم بأن حسابات “فيسبوك” الخاصة بهم قد تم اختراقها.

موسى 2021

قد لا تكون فكرة القرصنة أو الاختراق الإلكتروني هي المحرك الأساسي في العمل، إلا أنها لعبت دورًا هامًا في الأحداث بعد ظهور أحد الشخصيات المفاجئة. حيث تدور أحداث الفيلم في إطار الخيال العلمي، حول الشاب الإنطوائي ذو البنية الضعيفة “يحيى صالح الخياط” الذي يعاني من الوحدة والتنمر منذ كان طفلًا، فيقرر استغلال تفوقه الدراسي في كلية الهندسة ويقوم باختراع روبوت ذو إمكانيات خارقة ليصبح صديقًا له، ويطلق عليه اسم “موسى”. تخرج الأمور عن السيطرة عندما يبدأ “يحيى” في استخدام الروبوت للانتقام من قتلة والده ومن الأشخاص الذين اعتادوا التنمر عليه، في محاولة منه لتغيير العالم وتخليصه من الأشرار. وتبدأ المواجهة بين “موسى” والدكتور “فارس نصار” الأستاذ في كلية الهندسة، والذي يحاول منع “يحيى”من الاستمرار في مشروعه. بينما يخوض المعركة إلى جانب “يحيى” شخصية القرصان الإلكتروني “يوسف حجاج” من فيلم “الهرم الرابع” حيث يقوم بعملية اختراق إلكتروني ضخمة بصحبة مجموعة كبيرة من الهاكرز.

الفيلم بطولة كريم محمود عبدالعزيزوإياد نصار وأسماء أبو اليزيد وعدد من ضيوف الشرف أبرزهم أحمد حاتم وأمير كرارة وأحمد العوضي وظافر العابدين. وهو الجزء الثاني من سلسلة أفلام “المستضعفون”، حيث ينضم إلى فيلم “الهرم الرابع” من بطولة أحمد حاتم، ويلحق به عمل آخر هو “ملاك الموت” من بطولة أمير كرارة، والمتوقع عرضه في 2022.